شرح حديث قل آمنت بالله ثم استقم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}الأحزاب
-أمَّا بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وإن خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.
ثم أمَّا بعد... فعنوان حديثى مع حضراتكم
هو " قل آمنت بالله ثم استقم"
أبتدئ كلامى بالحديث الذى رواه الإمام مسلم رحمه الله عن "أبى عمرو سفيان بن عبد الله الثقفى" رضى الله عنه قال: قلت: يارسول الله قل لى فى الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك أو قال:غيرك .قال صلى الله عليه وسلم: قل" آمنت بالله ثم استقم".
-أولاً: ماهو الايمان وما شروط قولك لا إله الا الله.
-الايمان كما فى حديث سؤال جبريل النبى صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان "المتفق عليه"
قال جبريل عليه السلام للنبى الإمام: ما الإيمان؟!! فقال صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله وملائكته و بلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث الآخر.
وفى رواية فى" صحيح البخارى "أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.-
فالايمان :هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل المتضمن لانقياد الجوارح.
-هو:" قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان.
وليس الشأن فى" الإيمان "بالأشياء المشاهدة بالحس فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر إنما الشأن فى الإيمان بالغيب الذى لم نره ولم نشاهده فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبرالله وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم سواء فهم أم لم يفهم.
قال" ابن مسعود رضى الله عنه": ما آمن مؤمن افضل من ايمان بغيب ثم قرأ" {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }البقرة3
أما عن شروط لا إله الا الله
فأوردها بشرح مختصر:
1)
العلم. بمعناها نفياًُ واثباتاً.. قال الله:{ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }الزخرف86[/size)
2)
اليقين. إستيقان القلب بها.. قول النبى صلى الله عليه وسلم:"أشهد أن لا إله الا الله وأنّى رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة".(صحيح الجامع الصغير)
3)
الانقياد. لها ظاهرا وباطنا.. قال الله تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }لقمان22
4)
القبول. لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها.. قول النبى صلى الله عليه وسلم :" مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير.. وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا.. وأصاب منها طائفة أخرى إنما هى قيعان لا تمسك ماءاً ولا تنبت كلأًًً.. فذلك مثل من فقه فى دين الله ونفعه ما بعثنى الله به فعلم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به".(متفق عليه)
5)
الصدق. من صميم القلب لا باللسان فقط.. قول النبى صلى الله عليه وسلم:"ما من أحد يشهد أن لا إله الا الله وأن محمداً رسول الله صادقا من قلبه الا حرمه الله على النار".(صحيح الجامع الصغير)
6)
الإخلاص فيها.. قال صلى الله عليه وسلم: "أسعد الناس بشفاعتى من قال لا إله الا الله خالصا من قلبه".(صحيح البخارى)
7)
المحبة. لها ولأهلها والموالاة والمعاداة لأجلها.. قال صلى الله عليه وسلم :"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار".(متفق عليه)[/color][/b]
ثانياً:ماهى الإستقامة وما ضوابطها؟!!
الاستقامة: هى الاعتدال والاستواء
ضوابط الاستقامة
1)
الاستقامة على الأمر.
2)
سلوك ما شرعه الله من الشرائع.
3)
اعتقاد ما أخبر الله به من العقائد.
4)
عدم الزيغ عن هذه الامور والمداومة عليها وعدم الطغيان.
قال الله عز وجل:" {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }هود112
هذا ما وفقنى الله عز وجل إلى طرحه أرجو به عظيم الأجر والثواب وأن ينفع به إخوانى الأحباب وأخواتى الفضليات وأن لا يحرمنى وإياهم الأجر يوم تطاير الصحف واستلام الكتب .
و الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على النبى المصطفى الأمين.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_________________